أخبار وتقارير
23 سبتمبر، 2018
(عدن السبق)وكالات:
بعد أن وصلت صورة طفل يمني يبكي فوق أطلال منزله إلى أروقة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قبل أيام، تفجرت فضيحة مدوية كشفت زيف ميليشيات الحوثي واستغلالها لمعاناة اليمنيين، إذ تبين أن بيت الطفل المذكور دمر بصواريخ الميليشيات.
إلا أن ملتقط الصورة روى المزيد من تفاصيل الاستغلال الحوثي هذا في حديثه.
فقد أكد المصور اليمني، نبيل الأوزري، أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الحوثيون “البروباغندا” الكاذبة لتلفيق التهم وتزييف الحقائق تجاه الجرائم التي يقومون بها في عدة مدن ومناطق يمنية، أبرزها #تعز و #عدن و#عمران.
قصة الصورة
إلى ذلك، أكد نبيل أن “استغلال الحوثيين للصورة لم يكن الأول، فقد تم عرضها أكثر من مرة في معارض أقامتها الجماعة في إيران وعدة دول دون أن توضح أنها المسؤولة عن تشريد الطفل وأسرته”.
وأضاف أن الحقيقة واضحة وهي أن الحوثيين أقدموا في أواخر العام 2014 وبعد انقلابهم على الشرعية وإسقاط العاصمة صنعاء، على التوجه إلى منطقة #أرحب للسيطرة عليها، وملاحقة المقاومة التي انطلقت ضدهم حيث أقدموا على تفجير منازل المقاومة التي واجهتهم”.
وتابع قائلاً: “كانت مهمتي الإعلامية حينها توثيق تلك الجرائم التي يقومون بها وفعلاً انطلقت مع مجموعة من الإعلاميين باتجاه منطق أرحب لتوثيق ما يقوم به الحوثيون من جرائم تجاه المدنيين وتفجير البيوت والمساجد ونشرها في القنوات الإعلامية، يومها اتجهنا لتوثيق تفجير الحوثيين لسبعة منازل تابعة لأسرة واحدة وهي عائلة الزبيري التي اضطر رجالها للنزوح، هرباً من بطش ميليشيا الحوثي التي اتهمهم بمقاومتها. وحين وصلنا إلى أطلال المنزل بعد تفجيره، لم نجد من العائلة إلا سيدة وابنها الصغير، يحاولان تجميع ما يمكن إصلاحه من الأخشاب والأنقاض المتبقية من آثار بيتهما المهدم من أجل بناء خيمة”.
وأضاف: “لكن الحوثيين عادوا مرة أخرى وأقدموا على تكسير خيمتها وطلبوا منها مغادرة المنطقة واتهموها بأنها من “الدواعش هي وابنها الصغير”.
“طفل يحتضن الركام”
إلى ذلك، روى المصور اليمني كيف وجد المرأة وحيدة مع طفلها الصغير ” فراس”.
وكشف أنه أثناء تسجيل مقابلة صحافية معها، شده منظر الطفل وهو يحتضن ركام منزله بحسرة شديدة، قائلاً: “شدني المنظر فقمت بأخذ لقطات مختلفة له بكاميرتي”.
وتابع نبيل قائلاً: “ما إن عرف الحوثيون بوجودنا لإجراء مقابلات مع الأهالي قاموا بملاحقتنا ومصادرة الكاميرات التي نمتلكها، لكنني استطعت أن أخفي ذاكرة الكاميرا التي فيها الصور قبل أن يتمكنوا من مصادرة كاميرتي، وبعد أن استطعت الإفلات منهم، قمت بنشر الصورة على الإنترنت عبر صفحتي في موقع فيسبوك، وطبعاً كل هذا كان قبل انطلاق “عاصفة الحزم”.
وأضاف بتاريخ 29-1-2015 انتشرت الصورة بشكل كبير، وتم تداولها عبر المواقع والقنوات التلفزيونية وكانت شاهدة على بطش الحوثيين بالمدنيين وتدمير الممتلكات.
اعتقال وملاحقة
إلى ذلك، قال “بعد 3 أشهر من عاصفة الحزم، أقدم الحوثيون على البحث عني وملاحقتي، بسبب انتشار الصورة التي فضحت عدوانهم تجاه المدنيين والمواطنين العزل وتم اعتقالي من قبل جماعة الحوثي الذين طالبوني بالنسخة الأصلية للصورة واتهموني بأنني من “العدوان”، ولكن بفضل وساطة قبلية استطعت الخروج بعد التعهد بعدم مزاولة أي عمل صحافي أو تصوير وبالفعل نجحت الوساطة في الإفراج عني، حيث مكثت لمدة يومين في منزلي قبل أن أتمكن من الإفلات منهم والانتقال لمدينة مأرب، حيث لا يمتلك الحوثيون أي سيطرة هنالك في المناطق المحررة”.
كما أشار إلى أنه هارب حالياً من صنعاء، يتنقل بين المناطق المحررة، بسبب ملاحقة الحوثيين له، لأنه نشر الصورة وفضح جرائمهم ، وبسبب مزاولته العمل الصحافي من جديد.
أين “الطفل فراس” الآن؟
ورداً على سؤال حول مصير الطفل فراس، قال نبيل: “سمعت أنه انتقل مع والدته للعلاج في مدينة سيئون وأنا حاليا أبحث عنه لكي ألتقي به مجددا وأصوره من جديد ليعرف الناس حقيقة الحوثيين وكذبهم المفضوح”.
يذكر أن الحوثيين أقدموا على نشر واستغلال الصورة على أنها لطفل تهدم منزله جراء “قصف قوات الشرعية والتحالف”. وقد عرضوها في معرض أقاموه في العاصمة الإيرانية طهران، كما عرضوها في مجلس حقوق الإنسان لكي يستعطفوا بها العالم.
كما استخدموها في معارض للصور في صنعاء وطهران ولبنان والعراق والقاهرة، إلا أن الفرق هذه المرة، بحسب ما أكد نبيل أن الأستاذ همدان العليي، كان لهم بالمرصاد، وقام بالاعتراض على عرض الصورة بهذا الشكل، ليتبين بعدها للحضور أن الحوثيين يكذبون وأن الصورة التقطت أساساً قبل قيام عاصفة الحزم “، أي في أواخر العام 2014.
وختم المصور اليمني قائلاً: “طبعاً للأسف لم تتوفر لي وسيلة لتكذيبهم، وفضح زيفهم إلا عبر صفحتي في الفيسبوك، حيث نشرت فيها تفاصيل الصورة ووقت التقاطها”.