مقالات الرأي
25 سبتمبر، 2018
بقلم/ م.مصطفى الصياء
في ضل الأوضاع التي تعيشها البلاد بين فساد الحكومة وحرب المليشيات الانقلابية والقلاقل السياسية ، بات الوطن يعيش كارثة إنسانية مخيفة يتفطر لها القلب ، انها كارثة وشبح المجاعة .
نعم أنها المجاعة التي طوقت بمخالبها الشرسة بطون أطفال لم يتبقَ من أجسادهم غير هياكل عظمية وعيون غائرة ، تشير إلى مستقبل مرعب ينتظر هذا البلد وإلى رهبة وخوف لما سيؤول إليه مصير هذا الشعب .
فمديرية الازارق التي تعتبر أكبر مديريات محافظة الضالع أضحت تعيش اليوم شبح المجاعة والمرض حيث تسجل يوميا 11 حالة سوء تغذية منها 4 حالات إصابة حادة لاطفال ما دون سن الخامسة حسب مركز التغذية العلاجي في مستشفى النصر العام بالضالع ، (المركز الذي يضم 10 أسرة فقط) .
صحيفة الأيام بدورها نشرت اليوم تحقيقا ميدانيا عن شبح المجاعة في مديرية الازارق حيث أشار التحقيق ان هناك معدلات سوء تغذية عالية حيث تسجل متوسط الإصابة الشهرية لأطفال الأزارق بحالات سوء التغذية بشكل عام 330 حالة إصابة في الشهر ، منها 120 حالة إصابة سوء تغذية حادة و 230 حالة إصابة سوء تغذية متوسطة .
ايضا تشير التقديرات انة وفي خلال أقل من عام تم تسجيل أكثر من 4 الف طفل لما دون سن الخامسة مصابين بسوء التغذية بينهم 1450 حالة إصابة بسوء التغذية الحاد و 2550 حالة إصابة بسوء التغذية المتوسط وأكثر من 2000 طفل مستمرون في العلاج والرعاية الطبية ، كما تم تسجيل 6 حالات وفاة حتى الان .
انة وضعا كارثيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فما تعانية البلاد اليوم بشكل عام ومديرية الازارق على حد الخصوص والتي باتت تنهشها انياب المجاعة من تحديات كبيرة وانعطافات اجتماعية ونفسية خطيرة ماكان لها ان تكون الا بسبب “الحرب الحوثية العبثية وفساد حكومة بن دغر ” التي لم تجعل من الشعب من اولويات اهتماماتها حتى اوصلتة إلى ماهو علية اليوم من الأمراض والفقر والمجاعة والانهيار الاقتصادي المتواصل .
فمعظم أطفال مديرية الازارق الذين كان لهم النصيب الأوفر في حصد مآسي وويلات الحرب الحوثية وفساد حكومة بن دغر ، يفتقدون غياب الأب عن الاسرة لاشهر طولية في جبهات القتال لدحر مليشيات الانقلاب وبعضهم قد قتل آبائهم في هذه الحروب والذي كان اخرهم “الشهيد قايد محمد طاهر” استشهد اليوم 25/9/2018 في جبهة المخاء ، وهو أب لثمانية أبناء أحدهم مصاب بسوء التغذية الحاد والوخيم وهو الطفل ثائر قايد محمد طاهر .
لقد شكل غياب الآباء لدى اطفال الازارق فراغ ماديا ونفسيا ، فلم تستطيع الكثير من الأمهات تعويضهم أو احتوائهم لأسباب كثيرة كان أهمها الفقر المدقع وعدم وجود المعيل لهؤلاء الاطفال والبيئية الاجتماعية للمنطقة التي جعلت من الأم غير قادرة أن تلعب دور الأب والأم في نفس الوقت للتغلب على تحديات الفقر والمرض التي تواجه الاطفال في معترك هذه الحياة الصعبة .
فكانت النتيجة أن حصدوها مجاعة عصفت بهم ونهشت لحومهم فلم تبق من اجسادهم غير هياكل عضمية وصورا لبشر يشدون بطوناً خاوية للسيطرة على قسوة الجوع وفظاظة المجاعة ، فمنهم من حصدته المجاعة فقضى نحبة ومنهم من ينتصر .
لقد اصبح كابوس المجاعة والفقر يتهدد الأطفال بشكل عام في كل البلاد بالإضافة الى الامراض والاوبئة المنتشرة والذي ينذر بمزيدٍ من تفاقم الوضع في هذا البلد .
اخيرا
إن عبئاً كبيراً ، ومسؤوليةً عظيمة تقع على عاتق الجميع للتكاتف والتحرك ولقيام بدور مشترك وفعال لجلب ألإغاثة للمنكوبين ومساعدتهم وتكثيف مد الإعانات لهم للقضاء على المجاعة التي أصابتهم وفتكت بأطفالهم ونسائهم..
فالشعب اليوم يسير في طريق الموت إن لم تتضافر الجهود لإنقاذه من هذة الكارثة التي عصفت به.